قصة ابتلاء ال ياسر


تزخر السيرة الإسلامية بالعديد من قصص الفداء والبطولة والشجاعة والصبر، من ذلك قصة ابتلاء ال ياسر فمن هم ال ياسر؟ وما هي تفاصيل القصة؟

ال ياسر

هم ياسر بن مالك العنسي، وزوجته سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام، تزوّجا في الجاهلية، ورُزقا بمولود وهو عمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعاً، كان طويلاً عريض المنكبين، وهم من أوائل السابقين للإسلام، وكان عمر عمار حينئذ تجاوز الأربعينات وعمر أبويه تجاوز الستينات.

قصة إسلام عمار بن ياسر

أسلم عمار بن ياسر في دار الأرقم هو والصحابي صهيب بن سنان، قال عمار: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله  فيها فقلت: أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه. فقال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. وكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلاً.

قصة ابتلاء ال ياسر

قصة ابتلاء ال ياسر

قصة ابتلاء ال ياسر من القصص الشهيرة في التاريخ الإسلامي، لمّا بدأت الدعوة الجهرية وعلمت قريش بالخبر ثاروا غضباً، وحاربوا الإسلام بكل الطرق والوسائل حتى لا ينتشر، وكان من ذلك تعذيب من يدخل في الإسلام من العبيد والإماء، والصحابي عمار وأمه سمية من أوائل من أسلموا ثمّ لحق بهما والده ياسر، وكان النصيب الأكبر من التعذيب لآل عمار بن ياسر لعلّهم يرتدّوا لكنّهم لم يرتضوا إلا الإسلام ديناً، والذي كان مسؤولاً عن تعذيبهم أبو جهل فقد كان يرى في إسلامهم تركاً للكفر وطعناً في كرامته، فهم باتّباعهم الإسلام قد اعتنقوا دين النبي محمد وهو من بني هاشم، وأبو جهل من قبيلة أخرى، فليست فقط مسألة عقائدية، وبالتالي كان تعذيبه لهم أشد من أي عذاب؛ فقد كان يُلبسهم دروع الحديد، ثم يُصهرون بها في الشمس.

 

وكان يمرّ على المعذبين من المسلمين في مكة يوصيهم بالصبر: (صبراً يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنة).

ومما ورد في قصتهم أيضاً أنّ ياسر والد عمار مرّ به رسول الله فقال: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اصبر» ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لآل ياسر وقد فعلت».

ونتيجة هذا التعذيب الشديد استُشهد ياسر وزوجته سمية ومن الممكن أنّ زوجته توفيت قبله.

سمية بنت خياط

الصحابية الجليلة، سُمَـيّة بنتُ خَـيَّاط، زوجة ياسر، وأم عمار، أول شهيدة في الإسلام، كانت كبيرة في السن، ضعيفة الجسم، قلبها يمتلئ بالإيمان. من المحتمل أنّها توفيت قبل زوجها لأنّ أبو جهل طعنها. عندما قُتل أبو جهل في غزوة بدر، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعمّار رضي الله عنه: “قتل الله قاتل أمِّك”.

 

من مواقف عمار بن ياسر مع الرسول صلى الله عليه وسلّم

* لما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يبنون المسجد، جعل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم يحمل كل رجل منهم لبنة، وعمار يحمل لبنتين، عنه لبنة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم لبنة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ظهره، وقال: «يا ابن سمية، للناس أجر ولك أجران، وآخر زادك شربة من لبن، وتقتلك الفئة الباغية».

* جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ائذنوا له، مرحباً بالطيب المطيب».

 

وفاة عمار بن ياسر

توفي الصحابي عمار بن ياسر سنة 37 هـجرية أي بعد 50 سنة من البعثة في معركة صِفِّين وقد اختُلف في قاتله فقد قيل: أبو الغادية المزني وقيل: الجهني طعنه طعنة فلما وقع أجهز عليه آخر، وكان عمره أكثر من تسعين. دفنه الإمام علي بن أبي طالب في ثيابه ولم يغسله.

اقرآ المزيد: دعاء المظلوم على الظالم