موضوع عن الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج  

الإسراء والمعراج هما معجزتان حدثتا للنبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويقصد بالإسراء رحلته -صلّى الله عليه وسلّم- التي أخذه فيها جبريل -عليه السّلام- ليلاً من البيت الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس بفلسطين راكباً دابة البُرَاق، ويُقصد بالمعراج صعوده -صلّى الله عليه وسلّم- برفقة جبريل -عليه السّلام- من بيت المقدس إلى السماوات العلا في معراج أحضره معه سيدنا جبريل -عليه السّلام-.[١]

أحداث معجزة الإسراء والمعراج 

وهي معجزة حدثت للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بجسده وروحه على رأي أكثر أهل العلم، وقد حدث الإسراء أولاً ثم المعراج،[٢] وبيان أحداث هاتين المعجزتين فيما يأتي:

وصول النبي إلى المسجد الأقصى

ركب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على البراق، ووصفه لنا بقوله: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ)،[٣] وبعد أن وصل المسجد الأقصى ربط البراق في حائط -عُرف فيما بعد بحائط البراق- بحلقة يربط بها الأنبياء.[٤]

ثم جاءه جبريل -عليه السّلام- بإناء فيه خمر وآخر فيه لبن، فاختار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- اللّبن فقال، له جبريل: اخترت الفطرة،[٥] وممّا فعله في بيت المقدس أنّه صلّى بالأنبياء إماماً.[٤]

معراج النبي إلى السماء 

بدأت بعد ذلك أحداث المعراج، فعُرج به -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماوات العلا، وكان كلّما مرّ بسماءٍ رحّب به أهلها، وكلّما مرّ بسماء التقى أحد الأنبياء أو أكثر، وكان كل نبيّ يلقاه يقرّ بنبوّته -عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتمّ التسليم-، وكان المعراج على الترتيب الآتي:[٤]

  • لقيَ -صلّى الله عليه وسلّم- في السماء الدنيا آدم -عليه السّلام-، وأراه الله -سبحانه وتعالى- أرواح الشهداء عن يمين آدم، وأرواح الأشقياء عن يساره.
  • لقيَ في السماء الثانية يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم -عليهما السّلام-.
  • لقيَ في السماء الثالثة يوسف -عليه السّلام-.
  • لقيَ في السماء الرابعة إدريس -عليه السّلام-.
  • لقيَ في السماء الخامسة هارون بن عمران -عليه السّلام-.
  • لقيَ في السماء السادسة موسى بن عمران -عليه السّلام-.
  • لقيَ في السماء السابعة إبراهيم -عليه السّلام-.
  • ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، وفرض الله -سبحانه وتعالى- هناك عليه الصّلاة خمسين صلاة، ثمّ خفّفت إلى خمس صلوات.

موقف قريش من الإسراء والمعراج

وجدت قريش من هذه المعجزة  فرصة عظيمة للتشكيك في نبوّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فهي حدث لا يُمكن تصديقه بمقاييس البشر، حتى أنّ بعض من أسلم قد ارتدّ عن الحق لصعوبة تصديق هذا الحدث الكبير.[٦]

دروس وعبر من الإسراء والمعراج 

يوجد لهذه المعجزة الكثير من الدروس والعبر، نذكر بعضها فيما يأتي:[٧]

  • تسلية للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن فقد زوجته خديجة -رضي الله عنها- عمّه أبي طالب، ممّا جرّأ المشركين على أذاه.
  • امتحان وفتنة للنّاس؛ وقد خسر الكثير منهم بما فيهم بعض من أسلم.
  • تسمّى أبو بكر -رضيَ الله عنه- في هذه الحادثة بالصدّيق، فقد كان أفضل مثال على الإيمان الراسخ، والتسليم المطلق بصدق رسالة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • شجاعة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الإفصاح عن هذه المعجزة التي سيكذّبها قومه.
  • أهميّة الصّلاة، حيث شرعها الله -سبحانه وتعالى- في ذلك المكان العظيم.

المراجع

  1. أحمد غلوش (2003)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي (الطبعة 1)، صفحة 385. بتصرّف.
  2. ابن جماعة (1993)، المختصر الكبير في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة 1)، عمان:دار البشير، صفحة 41. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، صحيح.
  4. ^ أ ب ت المباركفوري (1427)، الرحيق المختوم (مع بعض التعديلات والزيادات من د علاء الدين زعتري وغسان محمد رشيد الحموي) (الطبعة 1)، دمشق:دار العصماء، صفحة 86. بتصرّف.
  5. بحرق اليمني (1419)، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار (الطبعة 1)، جدة:دار المنهاج، صفحة 217. بتصرّف.
  6. خالد المصلح، شرح لمعة الاعتقاد، صفحة 12، جزء 11. بتصرّف.
  7. محمد السُّلَميُّ (2010)، صَحِيحُ الأثَر وجَمَيلُ العبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم (الطبعة 1)، جده:مكتبة روائع المملكة، صفحة 139-140. بتصرّف.