كيف تصلي النوافل

صفة صلاة النافلة 

تصلّى صلاة النافلة كما تصلّى صلاة الفرض إلا في القيام، فيكبّر المسلم تكبيرة الإحرام، ويبدأ بالصلاة مع تطبيق أركانها وشروطها وسننها كصلاة الفرض، فيقرأ سورة الفاتحة مع ما تيسّر من القرآن، ثم يكبر للركوع، ثم يرفع منه ويكبّر للسجود، ثم يرفع من السجود ويكبّر ويسجد مرة أخرى، وبعد ذلك يكبّر للقيام للركعة الثانية ويؤدّيها كالأولى.[١]

وبعد السجود الأخير يجلس جلوس التشهّد الأخير ثم يُسلّم، وسيأتي بيان عدد ركعات النّافلة لاحقاً في المقال، ويجوز للمسلم بأن يجلس في قيام صلاة النافلة وله أن يقف، والوقوف أفضل من الجلوس فيها، إلا أن صلاة الفرض القيام فيها ركن على القادر، فالأجر للواقف ضعف الأجر لمن يجلس في صلاة النافلة.[١]

ما يقرأ في صلاة النافلة 

لم يرد تخصيص سور معيّنة يُستحبّ أن يقرأها المسلم في النافلة عموما، إلّا أنّه ورد في بعض النوافل الخاصة استحباب قراءة بعض السور فيها، ومن ذلك:[٢]

  • نافلة صلاة الفجر: يسنّ التخفيف في القراءه خلالهما، فيقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص، أو يقرأ المصلي في الركعة الأولى قول الله -تعالى-: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.[٣]
ويقرأ في الركعة الثانية: قول الله -تعالى-: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}،[٤] أو يقرأ من قول الله -تعالى- في سورة آل عمران: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.[٥]
  • نافلة الوتر:
    • يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الأعلى؛ قال الله -تعالى-: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى* وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى* سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى* إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى* وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى* فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى* سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى* وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى* الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.[٦]
    • يقرأ المصلي في الركعة الثانية سورة الكافرون، قال الله -تعالى-: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.[٧]
    • يقرأ المصلي في الركعة الثالثة بسورة الإخلاص؛ قال الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.[٨]

عدد ركعات صلاة النافلة والتسليم فيها 

تصلّى صلاة النافلة ركعتان ركعتان، حيث يُسلّم المصلّي فيها من كلّ ركعتين، سواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار.[٩]

الجهر والإسرار في صلاة النافلة 

يقرأ المسلم سرًّا في صلاة النافلة أثناء النهار، وله الجهر بالقراءة في الليل أو القراءة سرًّا، أي أنّه يقرأ سرّاً في النّهار ويُخيّر بين السر والجهر في الليل.[١٠]

أفضل مكان لأداء صلاة النافلة 

تُصلّى صلاة النافلة في البيت، أو في المسجد، والأفضل في ذلك أن يصليها المسلم في البيت؛ وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).[١١][٢]

أمثلة على صلاة النافلة

تقسم صلاة التطوع إلى رواتب وغير رواتب، وهي كالآتي مع ذكر أمثلة على كل منها:[١٢]

أمثلة على الرواتب

السنن الرواتب هي السنن التابعة للصلوات المفروضة أو التي تأتي بعد الصلوات المفروضة، ومن أمثلتها:

  • ركعتان قبل الظهر وركعتان بعده: فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ).[١٣]
  • ركعتان بعد صلاة المغرب.
  • ركعتان بعد صلاة العشاء.
  • ركعتان قبل فرض الفجر: وحكمها سنة مؤكدة، فعن عائِشَةُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: (لمْ يَكُنِ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[١٤]

أمثلة على النوافل غير الرواتب

  • صلاة الضحى: وهي صلاة مستحبة، وتسمّى بصلاة الأوّابين، عن أَبُي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).[١٥]
  • صلاة الاستخارة.
  • صلاة الحاجة.
  • صلاة التوبة .
  • صلاة تحية المسجد.
  • صلاة ركعتي السفر.
  • أربع ركعات قبل صلاة العصر: قَال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (رحِمَ اللَّهُ امرَأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعًا).[١٦]

فضل صلاة النافلة

إن لصلاة النافلة العديد من الفضائل، وفيما يأتي ذكر بعض فضائل صلاة النافلة:[١٧]

  • التقرب إلى الله تعالى: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).[١٨]
  • تحصيل الأجر العظيم: عَنْ صُهَيْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ الرجلِ تطوعًا حيثُ لا يراهُ الناسُ تعدلُ صلاتَهُ على أعينِ الناسِ خمسًا وعشرينَ).[١٩]
  • بناء بيت للمسلم في الجنّة: عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ).[٢٠]

ملخّص المقال: إن صلاة النافلة هي الصلاة في غير الفريضة، ولم يرد فيها تخصيص قراءة سور معيّنة، إلّا ما ورد في استحباب قراءته في سنّة الفجر، وصلاة الوتر، وتصلى صلاة النفل مثنى مثنى، ويصليها المسلم في البيت أو المسجد، والأفضل للمسلم أن يصليها في المنزل.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد التويجري، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 530. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 165-174. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:136
  4. سورة ال عمران، آية:64
  5. سورة ال عمران، آية:54
  6. سورة الاعلى ، آية:19-1
  7. سورة الكافرون، آية:1-6
  8. سورة الاخلاص، آية:1-3
  9. ابن الجلاب، كتاب التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس، صفحة 122. بتصرّف.
  10. زين الدين الرازي، كتاب تحفة الملوك، صفحة 72. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:731، صحيح.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 152. بتصرّف.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:719، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:719، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، صحيح.
  16. رواه ابن القطان، في الوهم والإيهام، عن __، الصفحة أو الرقم:702، ضعيف.
  17. سامي محمد، كتاب العمل الصالح، صفحة 133. بتصرّف.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  19. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:5065، ضعيف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728، صحيح.