احكام الإدغام والمماثلة الصوتية

أحكام الإدغام والمماثلة الصوتية

الإدغام اصطلاحًا: و دمج حرفين متماثلين أو متجانسين أو متقاربين، بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشدّدًا، فيرتفع اللّسان ارتفاعة واحدة عند النطق بهما،[١]

أما المماثلة الصّوتية: فهي نوعٌ من التأثير الذي يقع بين صوتين متجاورين؛ سواء كانت متماثلة أو متجانسة أو متقاربة.[٢]

وتوجد صلة قويّة بين الإدغام والمماثلة الصوتية؛ بسبب التقائهما في حالة التماثل الكلي أو التام، لكن في العربية يصنّفون الإدغام على أنّه نوع من أنواع المماثلة الصوتية.

فعند التقاء صوتين متماثلين يميل العرب إلى إدغامهما، سواء كان هذا الالتقاء بكلمةٍ واحدة أو بكلمتين إذا كان الصوت الأول ساكن والثاني متحرك؛ تسهيلًا للنطق وللابتعاد عن المبالغة.[٢]

إدغام المتماثلين

إدغام المتماثلين هو التقاء حرفين متماثلين مخرجًا وصفةً؛ الأول ساكن والثاني متحرك، فيصيران حرفًا واحدًا مشدّدًا.[٢]

وهو إزالة الحدود بين الصّوتين المدغمين ودمجمهما معًا، والنطق بهما دفعةً واحدة،[٢] ومن الأمثلة على الإدغام المتماثل: قول الله -تعالى-: (اضْرِب بِّعَصَاكَ)،[٣] وقوله -تعالى-: (فَلا يُسرِف فِي).[٤] وأقسامه هي:[٥]

وهو إدخال حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشدّدًا، مثل إدغام الميم بالميم، مثل قوله تعالى: (مِّنْهُم مَّن).[٦] وسبب تسميته بالصغير: لقلّة الأعمال فيه مقارنةً بالكبير.

وهو إدخال حرفين متماثلين مخرجًا وصفةً؛ الأول متحرك والثاني متحرك، ويجب فيه الإظهار عند حفص إلا في ثلاثة موضع، ومن الأمثلة عليه: (جَعَلَ لَكُمُ).[٧] وسبب تسميته بالكبير: لكثرة الأعمال فيه؛ فيحتاج الإدغام فيه تسكين الحرف الأول المتحرك ثمّ إدغامه في الحرف الثاني؛ ليصيرا حرفا واحدا مشدّدًا.[٨]

هو إدخال حرفين متماثلين مخرجًا وصفةً؛ الأول متحرك والثاني ساكن، ويجب الإظهار فيه عند جميع القرّاء.[٨]

إدغام المتجانسين

إدغام المتجانسين هو التقاء حرفين متماثلين بالمخرج، مختلفين بالصّفات، وقد أدغم حفص أحرفًا معينة متجانسة، منها سبع حالات:

  • الباء في الميم، ووردت في موضع واحد: (اركَب مَعَنا).[٩]
  • التاء في الدّال، ووردت في موضعين فقط: (أُجيبَت دَعوَتُكُما)[١٠] و (أَثقَلَت دَعَوَا).[١١]
  • الدّال في التاء، أينما ورد في القرآن، مثل: (قَد تَّبَيَّنَ).[١٢]
  • التاء في الطاء، حيثما ورد، مثل: (همَّت طَّائِفَتَانِ).[١٣]

المراجع

  1. محمد مكي نصر (2009)، نهاية القول المفيد في علم التجويد (الطبعة 1)، صفحة 143. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث عبد الرازق القادوسي، أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجًا، صفحة 85-87. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:60
  4. سورة الإسراء، آية:33
  5. أحمد خالد شكري، محمد أحمد سليمان، علي محمد الجيوسي، وآخرون، المنير في أحكام التجويد، صفحة 121. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:253
  7. سورة البقرة، آية:22
  8. ^ أ ب فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 138-139. بتصرّف.
  9. سورة هود، آية:42
  10. سورة يونس، آية:89
  11. سورة الأعراف، آية:189
  12. سورة البقرة، آية:256
  13. سورة آل عمران، آية:122