كلمات طلع البدر علينا

كلمات نشيد طلع البدر علينا

هذا النشيد هو نشيد إسلامي تراثي، وهو واحد من الأناشيد المشهور جداً؛ إذ إن أهل المدينة المنورة كانوا قد استقبلوا الرسول -صلى الله عليه السلام- بهذه الأنشودة عندما وصلهم مهاجراً من مكة،[١] وفيما يأتي عرض لكلمات هذه الأنشودة:[٢]

طلع الـبدر عليـنا

مـن ثنيـات الوداع

وجب الشكـر عليـنا

مـا دعــــا لله داع

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطـاع

جئت شرفت المديـنة

مرحباً يـا خير داع

قد لبثنا ثوبَ عزّ

بعد تمزيق الرِّقاع

ربَّنا صلِّ علي من

حلَّ في خير البقاعِ

قصة نشيد طلع البدر علينا

هناك روايتان لقصة نشيد طلع البدر علينا، نوردهما على النحو الآتي:

الرواية المشهورة لنشيد طلع البدر علينا

الرواية المشهور لنشيد طلع البدر علينا أنه نشيد متعلق بالهجرة النبوية المباركة، وقد أنشدته نساء الأنصار وصبيانهم، وكما ذكر في الحديث عن عبيد الله بن عائشة -رضي الله عنها-: (لمَّا دخلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ جعلَ الولائدُ يقُلنَ طلعَ البدرُ علينا من ثَنيَّةِ الوداعِ* وجبَ الشُّكرُ علينا ما دعا للَّهِ داعٍ).[٣]

ولكن هذا القول وهمٌ ظاهر؛ لأنه هذا الحديث فيه إسناد ضعيف، والرغم من أن رجاله ثقات، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، وكل تلك الروايات التي تفيد استقبال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنشيد طلع البدر علينا لم ترد بها روايات صحيحة.[٤]

الرواية الصحيحة لنشيد طلع البدر علينا

فقد ذكر ابن القيم أن ثنيات الوداع هي من جهة الشام لا يراها القادم من مكة الى المدينة ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام، وأكد بأن هذه الأنشودة قد قيلت عقب عودة الرسول -صلى الله عليه السلام- من غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وليس كما هو شائع بعد هجرته من المكة المكرمة ودخوله إلى المدينة المنورة.[٥]

ويبدو أن ابن القيم قد اعتمد ما في البخاري من استقبال بعض أهل المدينة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو عائد من تبوك عند ثنية الوداع، فجمع ما بين الروايتين، وخطّأ من قال بأن النشيد قيل في الهجرة، علماً بأن رواية البخاري لا تتضمن النشيد، ورواية عبيد الله ابن عائشة واهية جداً، كما ذكر سابقاً.[٥] وبناءً على ذلك يستبعد أن تكون الأنشودة قد قيلت في استقبال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقت هجرته من مكة إلى المدينة المنورة.[١]

أنشودة طلع البدر علينا هو نشيد تراثي إسلامي، وقد تنوعت آراء أهل العلم في زمان ومكان قولها، فالشائع أن أهل المدينة أنشدوها عند دخول الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجراً من مكة المكرمة، ولكن ثبت أن هذه الرواية إسنادها ضعيف، وأن الكثير من الأئمة قالوا إنها قيلت عند استقبال الرسول – صلى الله عليه وسلم- بعد العودة من غزوة تبوك.

المراجع

  1. ^ أ ب طارق حميدة، “طلع البدر علينا وحمامتا الغار حقيقة ام خيال؟”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2021.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب أناشيد أبو مازن، صفحة 16.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن عبيدالله بن عائشة، الصفحة أو الرقم:7/307، إسناده معضل- إسناده لا يصح.
  4. ابو عبد الملك الجهني (20-7-2009)، “ما صحة رواية نشيد ( طلع البدر علينا )”، الالوكة المجلس العلمي، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد بن عبد الله العوشن، كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية، صفحة 87. بتصرّف.