كم عدد ركعات صلاة الظهر

عدد ركعات صلاة الظهر

صلاة الظهر فريضة، وهي واحدة من الصلوات الخمس التي كُتبت على المسلمين، اتفق العلماء على عدد ركعات الفريضة منها وتعددت الأقوال بين علماء المذاهب على سنّتها، بيان ذلك كما يأتي:

عدد ركعات صلاة فرض الظهر

عدد ركعات صلاة الظهر أربع ركعات،[١] وقد أجمع على ذلك أهل العلم، ويقرأ المصلي فيهنّ القرآن سراً وليس جهراً، ويجلس بعد الرفع من السجود الثاني للركعة الثانية للتشهدّ.[٢]

ويدخل وقت صلاة الظهر عندما تزول الشمس عن وسط السماء – مَيلها عن منتصف السماء ويُعرَف بطول الظلّ بعد قِصَره-، ويستمرّ وقتها إلى أن يصير ظلّ الشيء مثله دون ظلّ الزوال.[٣]

عدد ركعات صلاة سنّة الظهر

تعدّدت أقوال الفقهاء في عدد ركعات سنّة صلاة الظهر، وفيما يأتي عرضها:

الحنفية

ذهبوا إلى أن سنّة الظهر أربع ركعات قبليّة، وركعتين بعديّتين، واستدلّوا على القبليّة بحديث عائشة -رضي الله عنها- بيّنت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ).[٤]

واستدلوا على عدد الركعات البعديّة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتيْ عشرةَ ركعةً ، بُنيَ له بيت في الجنةِ: أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتيْنِ بعدَها وركعتيْنِ بعدَ المغربِ، وركعتيْنِ بعدَ العشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفجرِ)،[٥] ويستحب أن يزيد المصلي ركعتين للبعدية فتصيران أربعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (مَن حافَظَ على أربعِ رَكَعاتٍ قَبلَ الظُّهْرِ، وأربَعٍ بَعدَها حَرُمَ على النارِ).[٦][٧]

الشافعية

بيّنوا أنّ السنّة المؤكدة ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، أمّا السنّة غير المؤكدة فركعتين زيادة على القبليّة لتصبح أربع ركعات، واستدلّوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ).[٨]

ومن السنّة غير المؤكدة أيضاً ركعتان أخريان بعديّتان، واستدلّوا على ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ).[٩][١٠]

الحنابلة والمالكية

وضّحوا أنّ عدد ركعات سنّة الظهر القبليّة أربع ركعات قبليّات وأربع بعديّات، واستدلّوا على ذلك بحديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الذي روته أمّ حبيبة -رضي الله عنها-: (من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ)،[١١] وتصلّى الأربع ركعات اثنتين اثنتين.[١٢][١٣]

فضل سنة الظهر

ورد في فضل سنّة الظهر عدد من الأحاديث، ومنها حديث أبي أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه- قال: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قَبلَ الظُّهرِ أربعًا، فقيلَ له: إنَّك تُصلِّي صَلاةً تُديمُها فقال: إنَّ أبْوابَ السَّماءِ تُفتَحُ إذا زالتِ الشَّمسُ، فلا تُرتَجُ حتى يُصَلَّى الظُّهرُ، فأُحِبُّ أنْ يَصعَدَ لي إلى السَّماءِ خَيرٌ).[١٤][١٥]

وحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (من صلَّى قبلَ الظُّهرِ أربعًا ، وبعدَها أربعًا ، حرَّمَهُ اللَّهُ على النَّار).[١٦][١٧]

عبادة الصلاة

الصلاة شرعاً هي عبادة يؤدّيها المسلم تقرّباً لله -تعالى-، وهي تختصّ بأقوال وأفعال غير موجودة في عبادات أخرى، تُفتتح بتكبيرة الإحرام، وتختتم بالتسليم، وقد فرض الله -تعالى- على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة وهي صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وتختصّ كل صلاة بوقت وعدد ركعات معيّن.[١]

والصلاة هي أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد أوجبها الله -تعالى- على المسلمين جميعاً ذكوراً وإناثاً، ولا تسقط عنهم بحال؛ فهي واجبة حال الأمن والخوف، والصحة والمرض، وسواءً كان المسلم مقيماً أو مسافراً، ولكلّ حالة من الحالات السابقة هيئة صلاة وعدد ركعات معيّن.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت عبد الله خياط، كل ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه (الطبعة الثالثة)، المملكة العربية السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 34. بتصرّف.
  2. كمال بن السيد سالم (2003)، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوقيفية ، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  3. عبد الله الزيد، تعليم الصلاة ، الممكلة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 21. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1182، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 415، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6195، صحيح.
  7. نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 106. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 730، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1811، صحيح.
  10. مجموعة من المؤلفين (1992)، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم، صفحة 213-212، جزء 1 . بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1811، صحيح.
  12. سعاد زرزور، فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 210. بتصرّف.
  13. محمد بن يوسف المواق (1994)، التاج والإكليل لمختصر خليل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 371، جزء 2. بتصرّف.
  14. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 23565 ، صحيح لغيره.
  15. أحمد بن حنبل (2001)، مسند أحمد مخرجا (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 542، جزء 38. بتصرّف.
  16. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 959، صحيح .
  17. عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، كتاب جامع الأحاديث، صفحة 21، جزء 21. بتصرّف.