قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة

قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة تنقسم إلى قسمين مختلفين:
قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة في العصر العباسي الأول وفي العصر العباسي الثاني، وسوف نقوم بعرض أهم الأحداث التي وقعت في العصرين .

أولا : قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة في العصر العباسي الأول ” 132 ـ 232 ”

بدأ الصراع بين الشيعين لعلي بن أبي طالب وأبنائه والدولة الأموية كصراع كلامي كإختراع الأحاديث الكاذبة لبداية حرب دعائية، وفيها اشتهر أبو هريرة بأنه منحاز للأموميين والزبيريين معا، وهذا جعل ذلك شيء طبيعي لأن يقوم معسكر العلويين بالرد عن طريق وضع أحاديث في فضل عليه وآل بيته .

 

نجاح الدعوة السرية للشيعة

وفي البداية قد نجحت الدعوة السرية للشيعة في تدمير الدولة الأموية وكان ذلك في عام 132هـ.
وبعد ذلك اتضح أن هؤلاء القادة السريين ليسوا من نسل علي بن أبي طالب بل من بني عمومتهم العباسيين. وهذا ما أدى إلى بدأ صراع جديد مسلح بين العباسيين والعلويين وكان ذلك في ثورة محمد النفس الزكية.

وزادت الحروب بين العباسين والعلويين وخاصة الحرب الدعائية التي تعتمد على الأحاديث، وقام العباسيون بإستدعاء إسم أبي هريرة بعد موته بقرنين حيث أكثروا من صنع الأحاديث وإسنادها إليه وهذا جعله أكبر رواية في الدين السني،  وبعد ذلك أضافوا إليهم جدهم عبدلله بن عباس ومع أنهما معا كانا أقل الصحابة صحبة للنبي محمد إلا أن العباسيين أكبر رواة الأحاديث في الدين السني .

 

ظهور أئمة الفقه

وفي العصر العباسي أيضا ظهر الكثير من أئمة الفقه، وهذا ما جعل العصر العباسي شاهدا على تدوين الدين السني وتلوينه من أجل مواجهة الدين الشيعي الذي كان لديه الفرصة أيضا للتلوين والتدوين للمناخ الثقافي الذي كان متسعاً لاتساع الحركة العلمية والإنفتاح على الثقافات اليونانية والشرقية وهكذا كانت حرب المائة عام بين السنة والشيعة مستمرة وقائمة .

 

ثانيا : قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة في العصر العباسي الثاني “232 ـ 658 ”

حدثت حرب المائة عام مرة ثانية بسبب ضعف الخلفاء العباسين وتحكم القوى العسكرية فيهم حيث أصبحت الخلافة العسكرية مجرد رمز للدين السني، بينما هناك وافدون يتحكمون في الدولة جاءوا من آسيا إلى بغداد من أجل السيطرة .

بداية العصر العباسي الثاني

فبدأ العصر العباسي الثاني بالخليفة المتوكل الذي كان أسوأ خليفة في ميدان التعصب، وبعد ذلك سيطر بنو بويه على السلطة وهم كانوا من أنصار الشيعة، وذلوا الخلفاء العباسين، وبعد أن غابت الخلافة العباسية بضعفها وإنحلالها عن الصراع ضد الصليبين بدأ الصراع دول سنية مستقلة .

استمرار العصر العباسي

وظل العصر العباسي في حرب المائة عام بين السنة والشيعة مستمر إلى سقوط بغداد عام 658 في بداية العصر المملوكي، حيث شهدت تلك الفترة إعتراضات وسقوط للحكم ومظاهرات وحروب، وأصبح الخليفة العباسي في تلك الفترة تابع ذليل للمماليك، كما أصبح أحد أدوات التجميل للحكم المملوكي العسكري ،وأستمر الحال هكذا إلى أن أسقط العثمانيون الدولة المملوكية البرجية وذلك في عام 921 .

وفي النهاية

وبذلك يعتبر العصر العباسي الأول والعصر العباسي الثاني هو بداية ظهور حرب المائة عام بين السنة والشيعة والتي كان عبارة عن حرباً للأحاديث. فكان عبارة عن صراع حربي ودعائي بين دين السنة ودين الشيعة ظهر وكبر في  العصر العباسي.

كما أنه من المهم معرفة أن ظهور حركات التصوف والمد السني لم يستطع أن يوقف الصراع بين السنيين والصوفية في العصرين المملوكي والعثماني .