ما يقال عند الغضب

أدعية عند الغضب

أوصى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- باجتناب الغضب ما أمكن، لِما قد يسبّبه من الضرر والإثم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ)،[١] وفيما يأتي ذكر ما جاء في الدعاء عند الغضب:

الاستعاذة بالله من الشيطان

حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الاستعاذة بالله من الشيطان عند الشعور بالغضب، ودلّ على ذلك أيضاً قول الله -تبارك وتعالى-: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٢]

وعن سليمان بن صرد -رضي الله عنه- قال: (اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وأَحَدُهُما يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وجْهُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَهَا لَذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَقالوا لِلرَّجُلِ: ألَا تَسْمَعُ ما يقولُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: إنِّي لَسْتُ بمَجْنُونٍ).[٣]

أدعية أخرى مناسبة عند الغضب

إنّ الدعاء المأثور الذي علّمه النبي لِمن يشعر بالغضب هو الاستعاذة بالله من الشيطان كما أسلفنا، فالسُّنة أن يدعو المسلم به عندما يشعر بالغضب، ويُمكن الدعاء بعد ذلك بأدعية أخرى تُساعد على التخفيف من لوعة الغضب، فباب الدعاء واسع، وممّا يُناسب الدعاء به ما يأتي:

  • كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ وأسألُك خشيْتَك في الغَيْبِ والشَّهادةِ، وكلمةَ الحقِّ والعدلِ في الغضبِ والرِّضا).[٤]
  • “اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، وأَذْهِبْ غَيظَ قلبي، وأجِرْني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ”.
  • اللهم أسكن غضبي، اللهم أسكن غضبي، اللهم أسكن غضبي.
  • اللهم إني أعوذ بك من لحظة الغضب والمعصية.
  • اللهم الطف بي، واشرح صدري، وأسكن غيظي، واعفُ عنّي.
  • اللهم اجعل لي من كلّ ما أهمّني وأغمّني فرجاً ومخرجاً يا رب العالمين.

أمور يُسنّ فعلها عند الغضب

حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على عدّة أمور يفعلها المسلم عند شعوره بالغضب، ومن ذلك ما يأتي:[٥]

  • مجاهدة النفس وكظم الغيظ

قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٦]

  • تغيير الهيئة التي كان عليها الشخص

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا غضب أحدُكم وهو قائمٌ فلْيَجْلِسْ، فإن ذهب عنه الغضبُ وإلا فليضطجِعْ).[٧]

  • التزام الصّمت والسكوت

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ).[٨]

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الغضبَ منَ الشيطانِ وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ منَ النارِ وإنما تُطْفَأُ النارُ بالماءِ فإذا غَضِبَ أحدُكُم فلْيَتَوَضَأْ).[٩]

  • الإكثار من ذكر الله -تعالى-

كقول: “لا إله إلا الله”، “لا حول ولا قوة إلا بالله”، “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه”، “اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنفكّ بها الكربات، وتنشرح بها الصدور”، وغيرها من الأذكار.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6116، صحيح .
  2. سورة فصلت، آية:36
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سليمان بن صرد، الصفحة أو الرقم:6115، صحيح.
  4. رواه ابن خزيمة، في التوحيد، عن السائب بن مالك، الصفحة أو الرقم:29/1، أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5078. بتصرّف.
  6. سورة سورة آل عمران، آية:134
  7. رواه أبو داود، في السنن، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:4782، صحيح.
  8. رواه أحمد، في المسند، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2136، صحيح.
  9. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عطية بن عروة السعدي، الصفحة أو الرقم:4784، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.