قصة الحجاج بن يوسف الثقفي وخطبة العراق

الحجاج بن يوسف الثقفي واحد من الشخصيات التاريخية الشهيرة في العالم الإسلامي وهو من العصر الأموي  فمن همو الحجاج بن يوسف الثقفي؟ وما هي قصة الحجاج والغلام؟ وما هي قصة تولي الحجاج للعراق؟ وما هو نص خطبة الحجاج؟ وما هي قصة العبارة الشهيرة “إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها؟

 

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي؟

قائد إسلامي في العهد الأموي، داهية، خطيب. ولد ونشأ في الطائف وانتقل إلى الشام. تولّى الحجاز ثم أخذ ولاية العراق

ولد الحجاج في عام الجماعة 41 هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. نشأ في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتهر بتعظيمه للقرآن

من قصص الحجاج بن يوسف الثقفي

1. قصة الحجاج بن يوسف الثقفي مع الغلام

قصة الحجاج بن يوسف الثقفي والغلام من القصص الشهيرة في التاريخ الإسلامي
أمر الحجاج بن يوسف الثقفي اثنين من غلمانه أن يمثلا بين يديه وأمر كل واحد منهما أن يهجوَ الآخر وكان أحدهما أسود البشرة والثاني أبيضها فقال صاحب البشرة السوداء׃
ألَمْ ترَ أنّ المسكَ لا شيءَ مثله ٭٭٭٭٭ وأن بياضَ اللفتٍ حٍمْل بدرهم
وأنّ سوادَ العينٍ لا شك نورُها ٭٭٭٭٭ وأنّ بياضَ العين لا شيءَ فاعلم
فقال صاحب البشرة البيضاء׃
ألمْ ترَ أن البدرَ لا شيءَ مثله ٭٭٭٭٭ وأن سواد الفحم حِمْل بدرهم
وأن رجال الله بيضٌ وجوهُهم ٭٭٭٭٭ ولا شك أنّ السودَ أهلُ جهنم
فضحك الحجاج وأعتقهم جميعا.

2.قصة تولي الحجاج العراق

 

قصة الحجاج بن يوسف الثقفي

نص خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في اهل العراق

للحجاج خطب كثيرة في العراق أشهرها لحظة قدومه لتوليها لما عيّن والياً عليها.

خطبة الحجاج في اهل الكوفة

خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في اهل الكوفة

قال عبد الملك بن عمير: بينا نحن جلوس في المسجد الأعظم بالكوفة إذا أتانا آت فقال: هذا الحجاج بن يوسف، قد قدم أميراً على العراق فاشرأب نحوه الناس، وأفرجوا له إفراجة عن صحن المسجد، فإذا نحن به يتبهنس في مشيته، عليه عمامة خز حمراء، منتكباً قوساً عربية، يؤم المنبر، فما زلت أرمقه ببصري حتى صعد المنبر، فجلس عليه، وما يحدر اللثام عن وجهه، وأهل الكوفة حينئذ لهم حال حسنة، وهيئة جميلة، وعز ومتعة، يدخل الرجل منهم المسجد ومعه عشرة أو عشرون من مواليه، عليهم الخزور والفوهية، وفي المسجد رجل يقال له: عمير بن ضابئ البرجمي، فقال: لمحمد بن عمر التميمي، هل لك أن أحصبه؟ قال: لا حتى أسمع كلامه، فقال: لعن الله بني أمية! يستعملون علينا مثل هذا، ولقد ضيع العراق حين يكون مثل هذا أميراً عليه، والله لو كان هذا كله كلاماً ما كان شيئاً، والحجاج ينظر يمنة ويسرة، حتى غص المسجد بأهله، فقال: يا أهل العراق! إني لا أعرف قدر اجتماعكم إلا اجتمعتم، قال رجل: نعم- أصلحك الله- فسكت هنيهة لا يتكلم، فقالوا: ما يمنعه من الكلام إلا العي والحصر، فقام فحدر لثامه، وقال: يا أهل العراق! أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود.

أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا   متى أضع العمامة تعرفوني

يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني والله لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت، إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟. يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها، فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والأهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم، وصغركم، ثم إني وجدت الصدق من البر، ووجدت البر في الجنة، ووجدت الكذب من الفجور، ووجدت الفجور في النار، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم وإشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين، وقد أمرت لكم بذلك، وأجلتكم ثلاثة أيام، وأعطيت الله عهداً يؤاخذني به، ويستوفيه مني، لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه. ولينهبن ماله.أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. ثم قال: والله يا أهل العراق، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مسكا، فوجهني إليكم، ورماكم بي.

ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأزفر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: “ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء” والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار”. اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: “أسكت يا غلام”، فسكت، فقال:” يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام”، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة .”

خطبة الحجاج في اهل البصرة

خطبة الحجاج بن يوسف في اهل البصره

أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه ومن استطال أجله فعلي أن أعجله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه إن للشيطان طيفا وللسلطان سيفا فمن سقمت سريرته صحت عقوبته ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه ومن لم تسعه العافية لم تضق عنه الهلكة ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه

إني أنذر ثم لا أنظر وأحذر ثم لا أعذر وأتوعد ثم لا أعفو إنما أفسدكم ترنيق ولاتكم ومن استرخى لببه ساء أدبه إن الحزم والعزم سلباني سوطي وأبدلاني به سيفي فقائمه في يدي ونجاده في عنقي وذبابه قلادة لمن عصاني والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه

 

3.  قصة عمير بن ضابئ التميمي والحجاج

عمير بن ضابئ التميمي شاعر من سكان الكوفة. كان أبوه قد مات في سجن عثمان بن عفان، لقتله صبياً بدابته، ولهجائه قوماً من الأنصار. وعلم الحجاج الثقفي بعد ذلك، وهو في الكوفة، أن عميراً هذا كان ممن دخل على ” عثمان ” يوم مقتله، ووطئه برجله، وأنه القائل: ” هممت ولم أفعَل، وكدت، وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله ” فأمر به فضربت رقبته وأنهب ماله وهو القائل اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها

وفي التفصيل يذكر أنّ أهل الكوفة تقاعسوا عن الجهاد وأرادوا القيام بتمرد، فتجمعوا في اليوم الثالث وكبروا تكبيراً عالياً في السوق، فقام إليهم الحجاج بن يوسف الثقفي وصعد على المنبر وقال: «يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، إني سمعت تكبيرا في الأسواق ليس بالتكبير الذي يراد به الترغيب، ولكنه تكبير يراد به الترهيب. وقد عصفت عجاجة تحتها قصف. يا بني اللكيعة وعبيد العصا وأبناء الإماء والأيامى، ألا يربع كل رجل منكم على ظلمه، ويحسن حقن دمه، ويبصر موضع قدمه؟ فأقسم بالله لأوشك أن أوقع بكم وقعة تكون نكالاً لما قبلها وأدباً لما بعدها». فقام إليه عمير بن ضابئ فقال: «أنا شيخ كبير وعليل: وهذا ابني هو أشب مني». فقبل الحجاج منه وقال: «هذا خير لنا من أبيه». فقال عنبسة للحجاج: «أتعرف هذا»؟ قال: «لا». قال: «هذا أحد قتلة عثمان». فقال الحجاج: «أي عدو الله! أفلا إلى أمير المؤمنين بعثت بديلاً؟ إني لأحسب أن في قتلك صلاح المِصرين». ثم أمر به فضربت عنقه. فخاف الناس وخرجوا جميعاً للجهاد (الكامل 2|281، الطبري 3|550)

من نوادر وطرائف الحجاج بن يوسف الثقفي

حُكِي أن الحجاج بن يوسف الثقفي خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل،
فقال له: من أين أيها الشيخ
قال: من هذه القرية.
قال: كيف ترون عمالكم
فقال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم.
قال: فكيف قولك في الحجاج
قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله
فقال: أتعرف من أنا
قال: لا. قال: أنا الحجاج
قال: جُعلت فداك
أو تعرف من أنا؟
قال: لا.
فقال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين.
قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة

 

 قصة غرق الحجاج

كان الحجاج يوما يسبح فى نهر واخذه التيار بعيدا عن الشاطىء وكاد ان يغرق فى النهر فصاح
بأعلى صوته وقال انقذونى فلم يسمعه الحرس. ولم يسمعه الا شاب فقير وكان الشاب لايعرف

الحجاج فقفز مسرعا نحوه واخذ فى انقاذه فأخرج الحجاج مما كان فيه فنظر اليه الحجاج وقال له

تمنى على فقال الشاب ماذا اتمنى من رجل عارى الجسد لايملك شيئا فقال الحجاج تمنى وستجد

ماتتمناه الا تعلم من انا ؟؟ فقال الشاب لالا اعلم الا انك كنت مشرفا على الموت …فقال الحجاج انا الحجاج بن يوسف ففزع الشاب وقال الان اتمنى عليك فقال الحجاج تمنى واطلب ماتريد . فقال

الشاب اسألك بالله عندما يسألك القوم من انقذك فلا تقل اننى الذى انقذتك وهذا ماأتمناه.