طريقة صلاة الاستخارة للزواج

طريقة صلاة الاستخارة للزواج

تكون صلاةُ الاستخارة للزّواج بصلاة ركعتين؛ ويُسنّ أن يقرأ المستخير في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورةَ الكافرون، وفي الثّانية سورة الإخلاص، ثُمّ يدعو الله أن يختار له الخير أينما كان.[١]

وركعتا الاستخارة تكونان من غير صلاة الفريضة، ويدعو المسلم بعد الفراغ منهما بالدُّعاء المأثور عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-،[٢] والذي كان يُعلِّمه لأصحابه الكِرام، وهو أن يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»).[٣][٤]

كما يجوز أن تكون الاستخارة بدعاء الاستخارة وحده دون صلاةٍ؛ كون المستخير يسأل ربَّه ويستخيره.[٥]

ومن الجدير بالذكر أنّ صلاة الاستخارة تكون في الأمور المباحة فقط التي يستوي فيها الفعل والتَّرك؛ كإرادة السَّفر وإرادة الزَّواج وغيرهما، ولا تكون في الأمور الواجبة أو المحرَّمة أو المستحبَّة أو المكروهة، لهذا السَّبب كان طلبُ الخيرة فيها من الله -تعالى-. ولا يندم أبداً من سأل الله واستعان به فيما يطرأ عليه من أمور دنياه كلِّها كما علَّمنا نبيُّنا محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٦][٧]

وقت صلاة الاستخارة

تُؤدَّى صلاةُ الاستخارة في أيِّ وقتٍ من اليوم بشرط ألّا يكون هذا الوقت وقت كراهةٍ، وأوقات الكراهة هي الأوقات التي يُنهى المسلم عن الصَّلاة فيها؛ وهذه الأوقات تكون ما بعد الفجر، وبعد العصر، وعند شُروق الشمس وعند غُروبها، وفي حال كانت الشمس في وسط السماء،[٧] ويُفضَّل أن يكون وقت صلاة الاستخارة قبل النوم.[٨]

وتكون الاستخارة للزَّواج عند الفتاة -مثلاً- بعد تقدُّم الخاطب لها لمعرفة هل الزَّواج من هذا الخاطب خيرٌ لها أم لا، وليس لمعرفة وقت الزَّواج أو قبل أن يتقدَّم لخطبتها أيُّ أحدٍ؛ لأنّ وقت الاستخارة يكون عند القرار والإرادة سواءً بالفعل أو التَّرك، وهو عند الهمِّ به، بالإضافة إلى أنّ وقت الزَّواج من علم الغيب الذي لا يعلمُهُ إلا الله -تعالى-.[٩]

وقد ذكر بعض العُلماء أنّ الهمَّ يكون عند ورود الأمر على القلب وقبل أن يتمكَّن عنده ويميل إليه ميلاً شديداً، وقيل إنّ الهمَّ هو العزيمة؛ لأنّ الخواطر لا ترد على الشخص وتستمرُّ معه إلّا في حال قَصَد الفعل وصمَّم عليه.[١٠]

كيفية معرفة نتيجة الاستخارة

يعرف الإنسان نتيجة استخارته من خلال بعض علاماتٍ قد تظهر عليه أو قد تظهر له بعد صلاة الاستخارة؛ من انشراح الصَّدر لفعل الشَّيء أو عدمه، وليس شرطاً أن يرى مناماً أو رؤيا،[٥] وقد ذهب العُلماء إلى تعدُّد الأحوال عند الإنسان بعد صلاته للاستخارة على عدَّة أقوالٍ، وهي:[١١]

أن يُقدم المستخير على ما عزم عليه، فإن يسَّره الله -تعالى- له أو أبعده عنه فهو من اختيار الله -تعالى- له.

ألّا يخلو المسلم المستخير من ثلاثة أحوالٍ؛ الحالة الأولى: وجود نشاطٍ وارتياحٍ في النَّفس للفعل الذي استخار من أجله بالإضافة إلى عدم التردّد؛ وفي هذه الحال يمضي في فعله، والحالة الثانية: وجود عدم رغبةٍ في النَّفس لهذا العمل مع قلّة الهمَّة والنَّشاط لفعله؛ فيُشرَع للمستخير في هذه الحالة الانصراف عن فعله، أمّا الحالة الثالثة: بقاء التَّردُّد عند الشخص المُستخير؛ فيُشرع له هنا المُضيُّ في الفعل إن كان يعتقد أنّ فيه فائدةً تعود عليه، مع حُسن الظَّنِّ بالله -تعالى- بأنّه سيدبِّر أمره ويختار له الخير.

إمّا أن يجد المستخير الانشراح في صدره فيكون ذلك دليلٌ على اختيار الله -تعالى- هذا الأمر له، وإمّا أن يبقى مُتردِّداً، فيُشرع له أن يعيد الاستخارة عدَّة مرَّاتٍ، ثُمَّ بإمكانه أن يستشير غيره بهذا الأمر.

أن يفعل المستخير ما اتُّفق على فعله من الاستخارة وصلاتها ثمّ يُقْدِم على فعل الأمر الذي استخار من أجله، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال لفظ: (ثُمّ يعزم) الواردة في حديث صلاة الاستخارة من طريق الصَّحابيِّ ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-.

وعلى هذا فإنّه لا توجد علامة محدَّدةٌ على المُستخير أن ينتظر حصولها عقب صلاة الاستخارة، فقد لا يحدث شيءٌ، وفي حال شعر المُستخير بانشراحٍ أو انقباضٍ في صدره، فيكون هذا علامة لقبول فعل الأمر الذي استخار من أجله أو علامةٌ لعدم فعله، وليس شرطًا أن يحدث ذلك أيضاً، فعلى المسلم أن يبقى مطمئنّاً نفسيّاً بعد أدائه لصلاة الاستخارة ويوقن بأنّ الله -سبحانه- سيختار له الخير.[٥] وقد ذهب العُلماء إلى تعدُّد الأحوال عند الإنسان بعد صلاته للاستخارة على عدَّة أقوالٍ، وهي:[١١]

المراجع

  1. عمر عبد الكافى شحاتة ، مقتطفات من السيرة، صفحة 34، جزء 5. بتصرّف.
  2. محمد بن عبد الله بن إبراهيم الدويش، دروس الشيخ محمد الدويش، صفحة 27، جزء 55. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  4. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، صفحة 197، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت د. حسام عفانة (2010)، فتاوى د. حسام عفانة، صفحة 171، جزء 6. بتصرّف.
  6. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، صفحة 196، جزء 1. بتصرّف.
  7. ^ أ ب أسامة علي محمد سليمان، دروس الشيخ أسامة سليمان، صفحة 13، جزء 8. بتصرّف.
  8. عمر عبد الكافى شحاتة، مقتطفات من السيرة، صفحة 27، جزء 7. بتصرّف.
  9. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 9263، جزء 11. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 243، جزء 3. بتصرّف.
  11. ^ أ ب عقيل بن سالم الشهري (2010)، صلاة الاستخارة – مسائل فقهية وفوائد تربوية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 27-29، جزء 1. بتصرّف.