دعاء على الظالمين

استجابة دعاء المظلوم

تعد دعوة المظلوم من الدعوات المستجابة بإذن الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ ؛ دَعوةُ المظلومِ ، ودعوةُ المسافرِ ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ).[١]كما أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر معاذ بن جبل من دعوة المظلوم عندما أرسله إلى اليمن، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)،[٢] فهذا الأحاديث تؤكد على أنَّ دعوة المظلوم مستجابة، ولكن تجدر الإشارة إلى عدة أمور هامة:[٣]

  • استجابة دعوة المظلوم لا تعني بالضرورة رفع الظلم عنه، ولا تستوجب أن يُعاد حقّه له؛ إذ إنَّ استجابة الدعاء تكون على عدة صور وردت في الحديث الشريف: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : اللهُ أكثرُ).[٤]
  • إن إجابة دعوة المظلوم على الظالم لا تستوجب تحققها على الفور؛ إذ قد يتأخر استجابة الدعوة لحكمة يعلمها الله -تعالى-.[٥]

وبناءً على ذلك لا يجب على المظلوم أن يتعجّل الإجابة، ولا أن يشترط وقوعها بشكل معين؛ بل يدعو ويلح على الله -تعالى-، ويحسن الظن أنَّ الله -تعالى- لن يرد يداه صفراً خائبتين، وأنَّه سبحانه حكيم عليم وأعلم بما فيه نفع لنا، كما يجدر بالمظلوم أن يوقن أثناء دعائه أنَّ دعوته مُجابة لا شك، ولو كان ذلك بعد حين، ومهما تنوعت صور الإجابة.

دعاء على الظالمين

هناك أدعية عامّة يمكن أن تُقال للدعاء على الظالمين، ومنها:

  • يا ربّ أغلقت الأبواب إلّا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلّا بك.
  • يا ربّ اللهمّ إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا، وعلانيّتنا، وتطّلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصّننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا.
  • اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك.
  • اللهمّ إنّي أستغيث بك بعدما خذلني كلّ مغيث من البشر، وأستنصرك إذ قعد عنّي كلّ نصير من عبادك، وأطرق بابك بعدما أغلقت الأبواب المرجوّة، اللهمّ إنّك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.
  • يا ربّ ها أنا ذا يا ربّي، مغلوب مبغيّ عليّ مظلوم، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ المذاهب إلا إليك، وانسدّت عليّ الجهات إلا جهتك، والتبست عليّ أموري في دفع مكروهه عنّي، واشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمه، وخذلني من استنصرته من عبادك، وأسلمني من تعلّقت به من خلقك، فاستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرغبة إليك، واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك، فرجعت إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً أنّه لا فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لي إلاّ بك، أثق بوعدك في نصرتي، وإجابة دعائي، فإنّك قلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،[٦] وأنا فاعل ما أمرتني به لا منّاً عليك، وكيف أمنّ به وأنت عليه دللتني، فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد.
  • وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، فقدرتك يا ربّي فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كلّ سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته.
  • يا ربّ إنّي أحبّ العفو لأنك تحبّ العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمني به، فأوقع ذلك في قلبه السّاعة الساعة وتب عليه واعفُ عنه يا كريم.
  • اللهمّ أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوّة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركناً إلاّ وهنته، ولا سبباً إلاّ قطعته .
  • يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني وأنت تعلمه، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً.
  • يا ربّ إنّ الظالم جمع كل قوّته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدّعاء، يا ربّ فاستجب لدعوة عُبيدك المظلوم وانصرني فإنّك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.
  • يا رب إن الظالم ملك أسباب القوة في الدنيا، وأنا عبدك لا أملك إلا إيماني بك وتوكلي عليك ودعائي لك، يا رب إن الظالم جمع جنده، وسلاحه، وسجونه، وزنازينه، ومنع عني الأهل والأحباب وتركني في ظلمة الزنزانة على الأرض والتراب، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدعاء.
  • رفعت يدي إلى الله وقلت يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب، اللّهم إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، وتطلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، وعلمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا.
  • اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم يا مجيب الدعاء، أسألك بعزّتك وبقوتك أن ترينا في الظالمين عجائب قدرتك.

أدعية من المظلوم على الظالم

يستطيع المسلم الدعاء على الظالم بأحد الأدعية الآتية:

  • اللهم أحص الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم عدداً، واقتلهم بدداً، وسلّط عليهم جنودك، ودمّرهم بقدرتك وجبروتك، وأذلّهم لعبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض يا رب العالمين، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.
  • اللهم اجعل حظّ عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض وافراً ونصيبهم كبيراً، وما أنزلت من شر، وبلاء، وداء، وسوء، وفتنة فاصرفه عنا وعن الإسلام والمسلمين، واجعله في الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم ممّن يصرّون على ما يفعلون وهم يعلمون، يا رب العالمين.
  • اللهم من أعان عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض فأعنه، ومن نصرهم فانصره، ومن مدّ لهم يداً بالإحسان فامدد له يدك بالإحسان، ومن خذلهم فاخذله، ومن مكر بهم فامكر به، ومن مدّ إليهم يداً بالإساءة والعدوان فاقطع يديه واعمِ عينيه واجعله عبرة للمعتبرين، يا رب العالمين.
  • اللهم لا تجعل لكافر على مؤمن سبيلاً ولا لظالم على مظلوم سبيلاً، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.
  • اللهم إنك وعدتنا ألّا ترد للمظلوم دعوة، اللهم إنك وعدتنا ألّا ترد للمظلوم دعوة، فلا تردني يا الله وانتقم ممّن ظلمني.
  • اللهم غمه بالبلاء غمًا، وطمه به طمًا، وارمه بيوم لا مرد له، وبساعة لا انقضاء لها، يا قاصم الجبارين.
  • اللهم أرنا في الظالمين يوماً كيوم عاد، وثمود، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع، واهزمهم اللهم كما هزمت الأحزاب وحدك يا الله يا رب العالمين، ربّ إني مظلوم فانتصر، اللهم إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.
  • اللهم أرغم أنف كل ظالم، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلا قصمته، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركناً إلا وهنته ولا سبباً إلا قطعته، يا رب إن الظالم جمع كل قوته وطغيانه ونحن عبيدك جمعنا له ما استطعنا من الدّعاء، يا رب استجب لدعوة عبادك المظلومين.
  • اللهم أنت من قلت يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظلموا، اللهم إنه ظلمنا وقهرنا وأبكانا فأنت كفيلنا وحسبنا يا الله.
  • اللهم إني واقفٌ منكسر بين يديك، مظلوم على بابك، يا من حرَّم الظلم على نفسه طالبًا نصرك في شدتي ومحنتي التي ظُلمت فيها.
  • اللهم من لنا سواك لطلب رد المظلمة، اللهم يا ناصر الضعفاء انصرني.
  • اللهم يا من خلقتنا وكرمتنا، اللهم يا من سنَّ الدين وعظَّمه، اللهم يا رافع النجوم ويا مُسخر الطيور سبحانك يا محيي العظام وهي رميم انصرني وحقق لي مرادي.
  • اللهم يا من قال: “وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” ها أنا يا الله أدعوك لدفع الظلم عني يا من لا يرد يدًا مدت إليه.
  • اللهم لا إله إلا أنت الواحد الأحد، يا من بالدعاء سميع، ويا من بما في الصدور عليم، اللهم يا جبار يا منتقم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا بأن تدفع عني المظلمة.
  • اللهم هوِّن عليَّ مصيبتي ومظلمتي.
  • اللهم إني أسألك أن تجعل ثأري على من ظلمني، اللهم اجعل تدبير من ظلمني تدميرًا له، اللهم اجعل كيد من ظلمني في نحره.

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1905، حسن.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1496، صحيح.
  3. “استجابة دعاء المظلوم لا تتعين في رفع الظلم عن المظلوم وردّ الحق إليه”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2022. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1633، حسن صحيح.
  5. “تأخر إجابة دعاء المظلوم وراءه حِكَم”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2022. بتصرّف.
  6. سورة غافر، آية:60