أين وقعت معركة القادسية

أين وقعت معركة القادسية

وقعت معركة القادسية في محافظة القادسية، ومركزها تحديداً في مدينةٍ تُسمّى الديوانية، وهي إحدى محافظات الفرات الأوسط في العراق، فالقادسية موجودة “بين النجف والحيرة إلى الشمال الغربي من الكوفة، وإلى الجنوب من كربلاء”،[١] شرقيّ نهر الفرات، وجنوبي منطقة الكوفة،[٢] وانتصر فيها المسلمون العرب على الفرس في عام 636م.[٣]

معلومات عن معركة القادسية

كانت معركة القادسية من أعظم الوقائع التي شهدها المسلمون، حيث حسمت أمر العراق العربي وأخرجته من سيطرة الفرس التي دامت قروناً عديدة، وبذلك أرجعت العراق إلى أهلها العرب،[٤] وقد استخدم الفرس في هذه المعركة الفيلة ضدّ المسلمين، وكان عددهم 13 فيلاً، وقيل 16 فيلاً،[٥] وقد كانت المعركة بقيادة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، ودامت المعركة لأيام، وكان يُطلق على كلّ يومٍ فيها اسم، فالأول أرماث، والثاني أغواث، والثالث عماس، وأخيراً يوم القادسيّة.[٦]

سبب معركة القادسية

كان الصراع بين المسلمين والفرس قائماً قبل خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقد هُزم الفرس في معركة البويب، فاستاء الفرس من قائدهم، واجتمعوا على اختيار قائد من نسل كسرى، ثمّ بدأ يُعيد القوة في الجيش، ويعدّ العدّة لإعادة هيبتهم، فعلم بذلك المثنّى بين حارثة الشيباني،[٧] فأرسل تلك الأنباء إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولمّا وصلت رسائله عن الوضع القائم في العراق عزم أمير المؤمنين عمر على ترؤّس جيش المسلمين والخروج بنفسه.[٤]

وكان عمر -رضي الله عنه- يعلم بخطر الفرس على المسلمين من السابق، خاصّة عندما تلقّى خبر تقدّم جيوشهم نحو الحيرة مكان معسكر المسلمين، فكان لا بدّ من إنهاء هذا الصراع حتى يعيش الجميع في أمان، فقال عمر حينها قولته الشهيرة: “والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب”، وبدأت القوات الإسلامية تنتشر في العراق بأمر الخليفة عمر، وأرسل عمر للمثنّى أن ينشر قوّاته العسكرية على الحدود إلى أن يصلوا إليه.[٨]

ورأى كبار الصحابة أن ذهاب عمر قائداً على الجيش ليس من المصلحة العامة، فأشاروا عليه باختيار سعد بن أبي وقاص رئيساً على الجيش الإسلامي، حيث كان قوياً مهاباً، وشارك في الكثير من المعارك، فخرج سعد -رضي الله عنه- مع أربعة آلاف من المقاتلين إلى العراق، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يمدّه بما يحتاج من المقاتلين باستمرار.[٨]

نتيجة معركة القادسية

انتهت معركة القادسية بانتصارٍ عظيمٍ للمسليمن، وهزيمةٍ كبيرة للفرس، وقد جنى المسلمون من هذه المعركة الكثير من الغنائم، وأرسلوا البشارات لخليفتهم عمر -رضي الله عنه-،[٩] حيث ظلّ الصراع والقتال بين المسلمين والفرس قائماً لمدّة ثلاثة أيام، ثمّ هبّت ريح قوية في اليوم الرابع على الفرس قلبت خيامهم، وقُتِل قائدهم رستم، فولّوا هاربين، ولحقهم المسلمون إلى المدائن، وقد استُشهد في هذه المعركة 1500 من المسلمين، وقُتِل من الفُرس 20 ألفاً.[١٠]

ملخّص المقال: وقعت معركة القادسية في إحدى مدن الفرات الأوسط في العراق، وكانت بقيادة سعد بن أبي وقّاص في زمن الخليفة عمر -رضي الله عنهما-، فقد قرّر عمر إنهاء الوجود الفارسي بعد أن كان يهدّد أمنهم على مدى السنوات الماضية، وظلّت المعركة بين المسلمين والفرس على مدى ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع كان النصر العظيم فيها للمسلمين.

المراجع

  1. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 280، جزء 1. بتصرّف.
  2. موقع الإسلام، تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير، صفحة 230، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد الخضر حسين (2010)، موسوعة الأعمال الكاملة (الطبعة 1)، سوريا:دار النوادر، صفحة 470، جزء 8. بتصرّف.
  4. ^ أ ب موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 68، جزء 13. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 226، جزء 33. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 280، جزء 1. بتصرّف.
  7. “قصة معركة القادسية”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد سهيل طقوش (2003)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، صفحة 193-194. بتصرّف.
  9. أحمد معمور العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 114، جزء 1. بتصرّف.
  10. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف، الموسوعة التاريخية، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف.