كيف مات أبو جهل
موت أبي جهل
مات أبو جهل في غزوة بدر الكبرى في السّنة الثّانية للهجرة، وقد كان الصّحابة -رضوان الله عليهم- يتنافسون على نيل رف قتله؛ لما له من مواقف مؤذية لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة، فلمّا ابتدأت المعركة وإذا بغلامين صغيرين في السّنّ هما معاذ ومعوّذ ابنا عفراء، يبحثان عنه ويسألان الصّحابة عمّن كان يؤذي نبيّهم، فسألوا عبد الرّحمن بن عوف -رضي الله عنه- فدلّهما عليه، فانقضّا عليه بسيفهما وضرباه.[١]
ثمّ جاءا مسرعين يزفّان خبر موته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكلّاً منهم يقول أنا قتلته، فحكم بينهما ونظر إلى سيفهما،[١] فوجد أنّ معاذ بن عمرو بن الجموح قد نال شرف قتله، فرضيا بحكم النّبي ولم يجادلاه، ما يدلّ على أدبهما رغم صغر سنّيهما.[٢] ثمّ انطلق الصّحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- تنفيذا لأمر رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في قتل رأس الكفر، فوجد أبا جهل صريعاً، ولكن لا يزال فيه رمق.[٣]
وقد كان ابن مسعود رجل نحيل ساقاه دقيقتان، وكان أبو جهل قد احتقره يوماً وهو في مكّة، ولم يكن يعلم حينها أنّ موته على يد هذا النّحيل الذي يزدريه، فوجده لا يزال على عناده رغم الحال الذي وصل إليه، فضربه ابن مسعود وأوقع السّيف من يده، ثمّ احتزّ رأسه، فجاء مسرعاً يطير من فرحه يخبر نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، فصحبه ليرى ماذا فعل الله تعالى- بفرعون هذه الأمّة، وقد فرحوا بمقتله والانتهاء من مكره وعدائه.[٣]
معلومات عن أبي جهل
التعريف بأبي جهل
هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، أحد زعماء قريش وأبرز رؤوس الكفر، كان يكنّى أبا الحكم، ثمّ كنّاه الله -تعالى- بأبي جهل، لجهله وعناده واستكباره، فقد كان من أشدّ النّاس عداءً للمسلمين.[٤]
تكذيب أبي جهل النبي عليه السلام وإيذائه
لم يؤمن أبو جهل بدعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وبذل كلّ جهده لمنع انتشار الإسلام، فكانت له مواقف كثيرة لا تعدّ في إيذاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه وتكذيبهم أمام النّاس، منها المواقف الآتية:
- غضب أبو جهل غضباً شديداً عند جهر رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بالدّعوة، فأقسم إن رآه أن يعفّر وجهه بالتّراب، فلمّا قدم إلى رسول الله وكان يصلّي ردّ الله كيده عليه ومنعه من الاقتراب من النّبي، فجعله يمشي إلى الوراء، فقال رسول الله: (لو دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا)،[٥] فأنزل الله -تعالى- فيه: (كَلَّا إنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى).[٦][٧]
- استهزأ برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكذّبه بعد رجوعه من حادثة الإسراء والمعراج، وكان يجمع قومه ويحدّثهم بما رأى.[٨]
- كان يأتي لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريد سماع القرآن الكريم، ثمّ يعود متكبراً مختالاً وقد زاد عناده، فأنزل الله -تعالى- فيه: (ثمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى).[٩][١٠]
- ترصّد لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو ساجد يصلّي عند البيت، فجاء بروث جزور فألقاه على ظهر النّبي وهو يصلّي أمام قومه، فجاءت ابنته فاطمة تزيل الأذى عن ظهر أبيها، فدعا عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى قريش بالهلاك.[٤]
المراجع
- ^ أ ب سيد العفاني، وا محمداه إن شانئك هو الأبتر، صفحة 231. بتصرّف.
- ↑ احمد زواوى، شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 36. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الصوياني، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، صفحة 115-116. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 125. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2797، صحيح.
- ↑ سورة العلق، آية:6
- ↑ سعيد القحطاني، الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 213-214. بتصرّف.
- ↑ محمد الصوياني، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، صفحة 208. بتصرّف.
- ↑ سورة القيامة، آية:33
- ↑ سيد العفاني، وا محمداه إن شانئك هو الأبتر، صفحة 220. بتصرّف.