أول من أسلم من الرجال

أبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال

إن أول من أسلم من الرجال هو عبد الله بن عثمان -أبي قحافة-؛ الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، والذي يجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في النسب في مرة بن كعب، وقد ولد أبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر.[١][٢]

وكان -رضي الله عنه- من أشراف مكة وتجّارها، وبعد أن جاء الإسلام كان له دورٌ كبير، فقدّم الكثير في سبيل الدعوة جهداً ومالاً وعتقاً للموالي، وجاء في وصفه: (يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق).[١][٢]

شدة تصديق أبي بكر للنبي

اتصف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بالأخلاق الحميدة قبل الإسلام وبعده، فعرُف بالكرم والعقل والحكمة، ولقّب بالصدّيق لشدة صدقه وتصديقه للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل المواقف، فصدّقه يوم بعث، وكان أوّل من أسلم دون تردّد، وصدّقه يوم حادثة الإسراء والمعراج مع أنها معجزة لا يسهل تصديقها من أول لحظة، لينال بعد هذه المواقف لقب الصدّيق من الله ورسوله، فهو ليس صادقا فقط، بل صدّيق كامل الصدق في قوله وعمله.[٣]

وقد ثبت في الحديث الصحيح: (لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، وصدَّقوه، وسَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ؟ قال: نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ).[٤]

مكانة أبي بكر الصديق في الإسلام

نال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مكانة عالية عند الله -عز وجل-، وعند النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعند الصحابة الكرام، وحتى هذا اليوم يذكر هذا الصحابي الجليل بكل خير، وله مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، نذكرها في ما يأتي:[٥]

  • خاطب الله -عز وجل- أبو بكر الصديق بصيغة الجمع لإظهار مكانته العليا، ولقّبه بالأتقى بعد إنفاقه ماله في سبيل الله.
  • أبو بكر من العشرة المبشرين بالجنة.
  • منزلة أبي بكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- عالية؛ فهو الصاحب في الهجرة الذي واساه بماله وأهله، فقال: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي).[٦]
  • تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- ليجمعهم النسب ويكونا أحب الناس لقلبه.
  • كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- سبب إسلام كبار الصحابة، مثل: عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، طلحة بن عبيد الله، ليكونوا جميعا في ميزانه يوم القيامة.
  • بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أجمع الصحابة على مبايعته خليفة للمسلمين.

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2297، صحيح .
  2. ^ أ ب محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، كتاب أبو بكر الصديق أفضل الصحابة، وأحقهم بالخلافة، صفحة 14-16. بتصرّف.
  3. علي الطنطاوي (1986)، أبو بكر الصديق (الطبعة 3)، جدة:دار المنارة، صفحة 47-48. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:306، متواتر.
  5. محمد حسن عبد الغفار، كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 9-11. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2383، صحيح .